Friday, February 11, 2011

Tuesday, February 08, 2011

ميدان التحرير : من المطالبة بتحرير المرأة إلى تنحي الرئيس

عندما دعى نشطاء مصريون إلى إعلان 25 يناير (يوم الغضب) لم يكن يتوقع أحد أن يتسع ميدان التحرير لكل تلك الحشود المشاركة ، لكنه منذ ذلك اليوم أخذ يتسع ويتسع ليستقبل مئات الآلاف من المتظاهرين في جمعة الغضب ، 28 يناير ، جمعة الرحيل ، 4 فبراير ، وليستمر حتى أسبوع الصمود "الحالي" ملاذاً للمطالبين بتغيير النظام ، وساحةً للمعركة بين مؤيدي النظام ومعارضيه .

رغم امتداد المظاهرات المطالبة بالتغيير السياسي إلى عدد من المدن المصرية شمالا وجنوباً مثل ميدان الأربعين في السويس ، ديلسيبس في الإسماعيلية ، وميدان المحطة في الإسكندرية إلا أن ميدان التحرير ظل مسيطراً على مشهد المطالبة بالتغيير ، ربما بسبب قربه من مراكز صناعة الصورة من المحطات الفضائية ووكالات الأنباء التي بثت صور حشود المتظاهرين فيه يبيتون ليلتهم ، يقيمون صلاة الجمعة ، أو يندكون تحت سنابك الخيل والجمال ، كل تلك الصور الأيقونية التي استخدمها الشباب صوراً لبروفايلاتهم على الفيس بوك منذ 25 يناير خلقت صورة جديدة مختلفة عن الصورة الساخرة التي قدمها فيلم ( الإرهاب والكباب ) للميدان ، حينما تلخصت مطالب جماهير (مجمع التحرير) - أحد معالم الميدان - في الكباب .

يعتبر ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة وأقدمها ، تم إنشائه في عهد الخديوي إسماعيل وسمي بميدان الإسماعيلية نسبه للخديوي ، يحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديجول في باريس ، ثم تغير اسمه في الخمسينيات إلى " ميدان التحرير" ؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار ، وهناك من يقولون أن اسم التحرير يرجع إلى مظاهرات السيدات المطالبة بتحرير المرأة وخروجها للتعليم وعلى رأسهن هدى شعراوي والتي يحمل أحد الشوارع المتفرعة من الميدان اسمها .

وسط البلد

سواء كنت مصرياً أو أجنبياً في زيارة للقاهرة فلابد أنك ممرت بالميدان الذي يضم عدداً من المعالم الهامة منها المتحف المصري ، الجامعة الأمريكية ، مجمع التحرير من المصالح الحكومية ، مقر جامعة الدول العربية ، القصر القديم لوزارة الخارجية المصرية ، مسجد عمر مكرم . يتميز الميدان بتخطيطه الفريد على شكل قرص الشمس يتفرع منه على شكل أشعة عدداً من أهم شوارع وميادين القاهرة والتي تشكل في مجملها منطقة وسط البلد حيث الثقل السياسي بوجود مجلسي الشعب والشورى ومقرات عدد من الأحزاب منها الوطني، الناصري ، التجمع ، الغد ، والثقافي بوجود عدد من المراكز الثقافية والمكتبات ؛ منها أتيلية القاهرة، مقهى ريش ، مسرح روابط ، مكتبة مدبولي ، الشروق .

بالنسبة لملايين القاهريين- القاهرة تعدادها 20 مليون - يعتبر المرور بميدان التحرير يومياً محطة أساسية للوصول إلى العمل ، سواء كنت تعمل في وسط البلد أو في إحدى التجمعات الجديدة على أطراف القاهرة ( مدينة نصر ، 6 أكتوبر ، العاشر ) ستحتاج للمرور بموقف عبد المنعم رياض الموجود في الميدان ، رغم المحاولات الحكومية بمنع الدخول للميدان بقرارات حظر التجول ، منع مترو الأنفاق من الوقوف في محطة التحرير (أنور السادات)،محاصرة مداخل الميدان ( 7 شوارع فرعية تؤدي إليه ) إلا أن الآلاف كانت تجد طريقها إليه لتطالب بإسقاط النظام .

ناس ميدان التحرير

منذ 25 يناير أصبح الميدان قاسمأ مشتركاً بين أحاديث المصريين الحالمين بالتغيير ، من شاركوا فيه بالمظاهرات والصلاة والدعاء ، أو اكتفو بالفرجة عليه في المحطات الفضائية ، أما من اختاروا المبيت فيه حتى تحقيق مطالبهم بإسقاط النظام فيرددون الشعار: " الشجاع شجاع والجبان جبان و احنا يا جدع هنبات في الميدان " .

بعد اثنى عشر يوماً من المبيت في الميدان ،أصبحت (ناس ميدان التحرير) هوية جديدة ، يمكننا إضافتها لقاهري أو اسكندراني ، يحكي ناس الميدان عن كيفية قضاء وقتهم، يسخرون من اتهامهم بالعمالة ، يبررون استمرار اعتصامهم بالميدان في مواجهة المطالبات بإخلاء الميدان ، الآن لم يعد الميدان ساحةً للتظاهر والمطالبات السياسية بالتغيير فقط؛ إنما ملهماً للجميع للكتابة عن الميدان الذي أصبح يستحق اسمه " التحرير " عن جدارة ، الكثير من الشعراء أهدوا قصائدهم الجديدة إليه ، عبد الرحمن الأبنودي ، إبراهيم داوود ، كوثر مصطفى .