م 1 ( ليل داخلي)
1 ( لونج شوت ) فتاة يبدو عليها التردد تسير في ممر بين حجرات
( ميديم شوت للوجه) يبدو على وجهها البكاء
(كلوس شوت ) يدها على مقبض إحدى الحجرات تفتحها ببطء
م 2 ( ليل داخلي )
شاب يجلس على كرسي ،أمامه ترابيزة عليها ورق ، يكتب بقلم رصاص
البنت : أحمد أنا .. ( نرى البنت تتحدث لكننا لا نسمع صوتها ، نسمع في الخلفية موسيقى لاف ستوري لكن بإيقاع أسرع متوتر ، الاعتماد في توصيل المعنى على الأداء الصامت للبنت وهي تحرك يديها ، تشير لنفسها ، ثم إليه ، وهو ينظر لها بوجه خال من التعبير )
تكور أذنك ، تنشغل بالنظر إلى ما تكتبه ، تعيد الشطب بالقلم الرصاص ، التأكيد على ما سبق كتابته ، بينما استمر في حكاية ما نسجناه عن ( البنت التي )
ترفع رأسك وتنظر مباشرة في عيني ، تشير إلي بالقلم الرصاص كأنك وجدت فكرة
- ممكن أحقق لك 3 أمنيات
- نتجوز و..
- تقاطعني بنفاذ صبر ، ابتسامة ساخرة : عشان تتجوزي لازمك راجل .. أنا الجني اللي هيحقق لك تلات أمنيات
- أصرخ في نفاذ صبر : الجني ؟! قول بأه أنك ما لكش ف الجواز ، أنا فعلا محتاجة راجل وأنت أصلك ...أبتر السبة لخاطر عينيك الغاضبة ، أزفر ضيقي، أستسلم لمنطق اللعبه ، أهز رأسي موافقة : ماشي .. 3 أمنيات ، أسألك بتشكك أنت خلاص لقيت نصك التاني ؟
- إزاي أدور على نصي التاني ونا لسه ما لقتنيش ؟
أبلع باقي الأسئلة ، انصاع لرغبتك في اللعب ، أقول في رجاء :
- ضُمِنِي
تتردد ، لكنني ألح في طلبي ، أفرد ذراعي نحوك ، تقوم متثاقلا من كرسيك ، تضع القلم الرصاص خلف أذنك ، تحيط كتفي بييدين مبسوطتين ، تحرص في اقترابك على ألا تلمسني ، لكنني أجذبك ، أضمك بعنف ، أبكي ، ترتبت مترددا علي ظهري ، تتسلل أصابعي لمداعبة زغبك ، أهمس : نفسي أرجع تاني بين ضلوعك ، نظرة متشككة من عينيك، ابتسامة ساخرة ، تثني ركبتيك ، لأشعر بطائرك يستعد للتحليق ، قبل أن يستجيب جسدي لهزة الرغبة ، أنزعني منك ، أصرخ بقدر رغبتي فيك
- لأ
أدفن وجهي في يدي ، أجهش بالبكاء ، يمكن أصعب عليك ، لكنك تتتركني لتجلس على كرسيك ، تعيد القلم من خلف أذنك ، تلفه بين أصابعك ، بينما تعيد عينيك قراءة ما كتبته ، تعدل وضع النظارة المنزلقة على أرنبة انفك ، عندما أرفع وجهي المبلل ، تسألني بهدوء دون أن ترفع عينك من الورق :
- عايزة أيه تاني ؟
- اعزمني على العشا
- تنظر لي ، ترفع حاجبيك ، تسألني : جعانة ؟!
- لأ.. بس إن ما كانش هيبقى بينا عيال فعلى الأقل يبقى بينا عيش وملح
م 2 ليل خاجي
لونج شوت ، ممر به عربة كبده وأمامها كراسي وترابيزات بلاستيك ، بعضها مشغول بناس تأكل ساندويتشات . أسير أمامك ، أسبقك بخطوة لاختار مكانا للجلوس ، تتبعني مستسلما ، على وجهي ابتسامة ، ملامحك ساكنة ، تؤدي المطلوب منك وكفى ، يظهر النادل وقبل أن يسأل أشير بإصبعين ، ساندوتشين واتوصى بالمخلل ، ينظر إليك فتهز رأسك أن نعم ، يعود معه طبقين ، يضعهما أمامنا .
- تعرف أنها أول مرة أخرج مع حد .. من زمان نفسي أخرج و.. ، أبتر الجملة بضحكه ، أقضم من السندوتش ، أكمل " وكده يعني .. "، أنت متعود تخرج مع بنات ؟ لا أنتظر إجابتك ، أكمل ، أنا بحب المكان ده جدا ، كل مرة كنت بعدي عليه كان بيبقى نفسي أقعد وأكل ، بس ببقى لوحدي واخاف حد يتعرض لي ، هو انت لما بتبقى لوحدك بتعمل أيه ؟ ، أنا بفضل ألف طول اليوم أتفرج على المحلات .. مش طول اليوم يعني أنا بشتغل 9 ساعات كل يوم و5 ساعات مواصلات ، بوصل البيت هلكانة ، يدوب أنام وأصحى تاني أروح الشغل ، بس ساعات رغم الهدة ببقى مش عايزة أروح ، أقعد أتفرج على الفتارين ، فيه محل قريب من هنا ، أشير بيدي ، عنده فساتين سوارية وفرح و.. ، هو أنت مش بتاكل ليه ؟! ، لا ترد ، حتى ملامحك ساكتة ، بسخرية أسألك " تحب أطلب لك رز بلبن يفتح نفسك " ، لا ترد ، أسألك بصوت متحشرج " هو أنا للدرجة دي ..؟ " ، يقترب النادل ، تسحب يدك من على الترابيزة لتخرج المحفظة من جيب الجاكيت ، لكنني أمسك كفك وأثبتها على الترابيزة : أنا اللي هادفع ، تبتسم للحركة التي جاهدتُ لتبدو عفوية ، تنشغل يدي الأخرى بإخراج النقود من الشنطة ، تترك كفك تحت يدي ، يتسرب دفئها لي ، أترك يدك في تأسف ، أنتظرك، لكنك تبدو متململا ، على وجهك تعبير " اللي بعده " .
- ممكن ندخل سيما ؟
م 3 ليل داخلي
ميديم شوت لصالة خالية نوعا ، نجلس متجاورين ، نرى تبدل إضاءة الفيلم على وجهيهما ونسمع موسيقى لاف ستوري ، أشاهدني أنسج حولك بيتا لم يكتمل ، ردودك المبتورة ، لمعة عينيك عند اللقا ، صوتك المجروح بالرغبة ، أميل برأسي لتلمس كتفك ، أبكي ، اسمعك تهمس : شششش ، قبل أن ينتهي الفيلم تسحب نفسك من جواري ، أحاول التشبث بك : مش هتكمل ؟ ، تمط شفتيك ، تثني ركبتيك وتعيد فردهما ، كأنك تغرز نصلك في إحداهن ، تهز رأسك نفيا : مش مستهله ، تتركني . صوت صفير في القاعة ، ضحك .