ليس وداعاً ولا رثاءً لكنها كلمة حب لرجل مُلهم ، لم يكن مناضلا أو مسيحا إنما متمردا ، لا يمنح نفسه من المرة الأولى ، عليك أن تشاركه صناعة المعنى وإلا ستصرخ في غيظ " أيه اللعبكه دي .. مش فاهم حاجة " ، وهو مصر على المشاركة بألا يمنحك الموزة مقشرة ، طوال خمسين عاماً قضاها خلف الكاميرا وأحياناً أمامها لم يكن مشغولاً بما يريده الجمهور لكن بما يود قوله ، فإذا كنت من المنتظرين قبلة النهاية ربما لن تفهم لماذا تدقق مارجريت / نبيلة عبيد ( الأخر ) في صور ابنها بالعدسة المكبرة ، إذا كنت من معتادي مشهد الراقصة والبطل الذي يشرب لينسى خيبته ربما لن يمتعك رقص كارمن في ( اسكندرية نيويورك ) ، أما إذا كنت من مدمني أفلام قصص الحب الفاشلة فلن تشعر بروعة (الاختيار )
أحب شاهين المنفلت ضد قيود السلطة ، ربما كان الوحيد الذي استطاع انتقاد السلطة بصوت عال دون الوقوع في فخ المباشرة الفجة التي تليق بمقالات كُتاب المعارضة وأفلام مثل ( حين ميسرة ) ، ( العاصفة ) ، انتقاد السلطة/القيود لم يكن موجها للنظام فقط إنما يمتد بدءاً من الأسرة التي حاكمها في (حدوتة مصرية ) ، و السلطة السياسية التي واصل انتقادها في (الأرض) ،( العصفور ) ،( عودة الابن الضال) ، حتى ذاته لم يخجل من نقدها والتأريخ لها في رباعية جميلة ( "اسكندرية ليه؟" ، "حدوتة مصرية" ، "اسكندرية كمان وكمان" ، " اسكندرية – نيويورك") "
وهو رجل المغامرة بامتياز بداية من اختيار أفكار أفلامه وكتابته لبعضها وليس انتهاء بالأبطال ، فلا يراهن على نجومية الشباك لضمان اللعب في المضمون وتحقيق الإيرادات إنما يراهن على الجديد (محسن محي الدين ، عمرو عبد الجليل ، خالد النبوي ، هاني سلامة ، أحمد يحيى ، يسرا اللوزي ) ، وحتى نجوم عصره ( عزت العلايلي ، حسين فهمي ، محمود المليجي ، هند رستم ، رشدي أباظة .....وغيرهم ) قدمهم في صيغة مختلفة ، بدلا من تقديمهم في أدوارهم النمطية ، يبقى لنا من شاهين أفلامه ، ويسري نصر الله تلميذ شاهين الوحيد في رأيي ، رغم الرحيل
لسه الطيور بتفن
والنحلايات بتطن
والطفل ضحكه يرن
ولسة الأغاني ممكنة
مش مصدقين ؟!!
شــوالإله فــوا