الصورة الجماعية التي نشرتها صحيفة الدستور في عددها الأسبوعي أمس بعدسة الزميل مصطفى البسيوني ، ذكرتني بالصورة أعلاه بعدسة الفنان حسام دياب ، رئيس قسم التصوير بصحيفة المصري اليوم ، كنت في وسط الصورة احتفل بمرور عام على صدور
جريدة الدستور ، وقتها كنت سعيدة جدا بالانتماء لمكان ، فطوال عملي منذ 1999 – قبل تخرجي بعامين في 2001 – وحتى تم تعييني في الدستور في 27 / 4 / 2005 لم أشعر بالانتماء إلا لنفسي . عملت في أماكن كثيرة منها جريدة القاهرة ، مجلة الأهرام العربي ، مجلة الموقف العربي ، مجلة أحوال مصرية ، شبكة محيط ، إسلا
م أونلاين
العاملون بالصحافة يعرفون ما الذي يعنيه أن تعمل ظهورات بالقطعة : عمل مضني تكلفة تليفونات مع المصادر ، وشرائط كاسيت لزوم تسجيل الحوارات والندوات ، ومواصلات وفي النهاية لا تحصل إلا على مكافأة ما تم نشره ، أما المواد الكثيرة التي لا يتم نشرها -لأسباب ليس للمحرر ذنب فيها – فلا تُضاف للحساب ، إنما " على خِساب صاخِب المخِل "، وقتها كنت أقول أني باستثمر في نفسي
ويسعدني في هذه المناسبة الاحتفالية السعيدة أن أشكر أستاذ إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور الذي لولاه لما كنت اتعينت ، ولا دخلت النقابة ، وكان زماني لسه ظهورات - رغم الخبرة ، المؤهل العالي ، إجادة اللغة الإنجليزية ، تسجيلي لدرجة الماجستير و عقبال المناقشة قولوا أمين - ، كان زماني في حيص بيص باخد كورسات في جمعية جيل المستقبل وباقرا اعلانات الوظايف الخالية المبوبة ببنط 9 ، أما أوبشن الجلوس على القهوة والتشييش فللأسف غير متاح بالنسبة لي . استطاعت يد الدستور الرحيمة انتشالي من الضياع المحقق ، بتوفير فرصة عمل ( كريمة) بأجر ثابت شهرياً قدره 150 جنيه مخصوم منه الضرائب والتمغات والتأمينات وأية خصومات أخرى تقرها القوانين ( انظر بند المرتب )
والحقيقة أنه حتى بعد التعيين كنت أعمل بالقطعة وأتقاضى مبلغاً متوسطه 450-500 جنيها وفي يوم ، زُحل ، كان المطر يدق النوافذ وهزيم الرعد يضرب الجدران ، والبرق يضيء الـ...، دخلنا لأستاذ إبراهيم عيسى - رئيس تحرير صحيفتي صوت الأمة والدستور وقتها - لنسأله عن سبب ضعف المرتبات رغم أن الجورنال بيكسب – اللهم لا حسد – والأشيه معدن ، يبقى منشفينها ليه ، فكوها ربنا يفرجها عليكوا ويجعل بيت المحسنين عمار . أستاذ إبراهيم الذي كان تحت ضغط قضيته المتهم فيها مع الزميلة سحر زكي بإهانة رئيس الجمهورية بدل ما يصرفنا بالمعروف ، سألنا السؤال " الكاشف الكاسف ": " وأنتوا مالكم الجورنال بيكسب كام ، هو أنتوا أعضاء جمعية عمومية عشان تسألوا عن الأرباح ؟ " في تلك الليلة الليلاء غادرنا أستاذ خالد البلشي رئيس قسم التحقيقات ومساعد رئيس التحرير وقتها ، ساعتها هاجت الدنيا وماجت مش لأن خالد صحفي شاطر ومش هيتعوض ولا لاحساسنا أننا آذينا الراجل اللي كل ذنبه أنه بيعتبر نفسه صديق وأخ أكبر مسئول عننا ،ولا لأننا مش مصدقين أن رئيس التحرير اللي بيطالب بأجور عادلة للعمال يبقى ده رد فعله ،ولا لأننا مش مصدقين أن آخرة الخدمة علقة ، لكن لأن ما حدث معناه - بالنسبة لي على الأقل - أنه من الممكن الاستغناء عن أي شخص بدون إبداء أسباب ، أو دعونا نقول لأسباب لا تتعلق بالأداء المهني . عرفت وقتها معنى أن "الجورنال ما بيقفش على حد" ، "هيكل خرج من الأهرام وتاني يوم الجورنال طلع في ميعاده "، وهو درس قاسي جدا تعلمه لك الحياة بالمجمل :(أنت مش فارق مع الدنيا). في كل مره كنا نشكو لأستاذ إبراهيم كأننا نسأله : معانا ولا مع التانيين؟
عن نفسي لم أعتبر أستاذ إبراهيم مسئولاً عن الأوضاع السيئة ، لأنه في النهاية حيالله رئيس تحرير يعني موظف زينا زيه بيقبض أخر الشهر من الخزنة ، وهو بحكم الظروف يجلس في مكتب منفصل عن صالة التحقيقات فلا يعرف أن التليفون بيقطع كل خمس دقايق وده بيخلينا نخسر مصادر أو نضطر نعمل تليفونات على حسابنا ، وهو طبعا غير مسئول أبداً عن المبالغ الهزيلة التي نتقاضاها أخر الشهر ، رغم أنه يوقع على كشوف القبض ، لكنه لا يدقق مين بياخد أيه ، ولا يعرف بعد تلك الليلة الليلاء حصل المحررين المعينين على ما ينص عليه العقد ، مخصوماً منه التأمينات ، لا يعرف أنني خلال عام ( يونيو 2006 / سبتمبر 2007 ) كان أكبر مبلغ حصلت عليه هو 250 جنيه ،الرقم الوحيد الذي يعرفه أستاذ أبراهيم ويعتبر نفسه مسئولاً عنه بشكل شخصي ومباشر هو رقم توزيع الجورنال . تسألني أيه اللي خلاني استمر في المكان بعد كل دا ، أقولك أكل العيش مر يا أستاذ ، وقالوا أيه اللي رماك على المُر ؟ في رأيي أن الدستور لا يختلف عن مصر : رئيس – أستاذ إبراهيم عيسى - يتحدث عن حرية التعبير للمعارضة باعتبارها الديموقراطية ، مسبوقة بكلمة هامش وهو ما نجحنا في استغلاله بكتابة مجلة حائط ( دستور يا اسيادنا ) نهاجم فيها الأحوال السيئة من عدم وجود تليفونات ، مرتبات ضئيلة ، لكن ذات الرئيس لا يتأخر عن انهاء هذا الهامش وهو ما حدث عندما تم منع ومصادرة (دستور يا اسيادنا )والتنبية بعدم كتابة تعليقات على قرارات رئيس التحرير ، وشعب مغلوب على أمره عايز يعيش ، لكن إذا طفح به الكيل ستجده أول المنتقدين على المدونات وغيرها ، أما أنا فخارج المكان في أجازة طويلة بدون مرتب .
ملحوظة : غير مسموح لأي جريدة - خاصة (روزاليوسف ) - بنقل أو اقتباس أي جزء من هذه التدوينة ، فهذه المساحة الخاصة للفضفضة لن تكون أداة لتصفية حسابات البعض ، روزا اليوسف تحديداً صعب أنها تدافع عن حقوق أي صحفي ، فالجريدة التي صدرت منذ 5 أعوام لم تعين فرداً واحداً وحيداً حتى الآن ، وكل زملائي هناك ظهورات ، فلا داعي للمزايدة لأنه كما تعرفون " نصف العما ولا العما كله" ، اتعين وبياخد بدل من النقابة أحسن من عدم التعيين خالص . كل سنة وانتوا مدسترين
:)
تحديث : جريدة روزا اليوسف عينت دفعة من 50 زميل وزميلة ، ألف مبروك للجميع وعقبال الباقيين